السيرة الذاتية سجل من الأحداث يكتبه الشخص عن حياته الخاصة الواقعية، ويضمنه مراحل حياته والتفاصيل المتعلقة بها معتمدا على التذكر والاسترجاع.
العديد من كتب السيرة الذاتية تتضمن السير الكاملة لأصحابها مكتوبة في كتاب واحد أو مفرقة في جزأين أو أكثر. ورغم ذلك يمكنك أنت أيضا أن تكتب سيرتك الذاتية المختصرة في صفحة أوفي بضع صفحات.
وأفضل طريقة للكتابة بهذا الشكل هي أن تصوغ قصة مثيرة للاهتمام عن حياتك، وتجنب نقل حياتك الماضية بشكل ممل.
في هذا الموضوع ستتعرف على أقوى الطرق لكتابة سيرة ذاتية متميزة وفي غاية القوة والإبداع.
الخطوة الأولى : البدء بقوة
1- استجمع أفكارك : هذه الخطوة هامة جدا، فقبل الشروع في كتابة سيرتك الذاتية، ابدأ أولا بقراءة نماذج من مواضيع السير الذاتية القريبة من موضوعك لكي تستأنس بها. بهذه الطريقة ستحصل على فكرة حول الأساليب والأنماط المختلفة لكتابة السيرة الذاتية. وستستفيد منها في اختيار المظاهر والعناصر التي ستوظفها في سيرتك الذاتية. إضافة إلى ذلك، ستتعرف على تمفصلات الموضوع وطرق الانتقال من حدث إلى آخر وتوظيف الزمان والمكان وغيرها من الخصائص الفنية للسيرة الذاتية.
سيرة الذاتية حول مرحلة الطفولة، سيرة الذاتية حول الصداقة
لا تنس أن تدون أفكارك على شكل ملاحظات أو بطريقة العصف الذهني ، فهذا سيسهل عليك عملية الكتابة فيما بعد
2- ابدأ بجملة جذابة تلفت انتباه القارئ : لا تبدأ بعبارات تقليدية مثل : "ذات يوم..." أو "ولدت في..." أو " في هذا الموضوع سأكتب عن حياتي..."
- اطرح سؤالا أولا : هل المطلوب هو كتابة سيرة ذاتية عن طفولتك مثلا ؟ إن كان الأمر كذلك فيمكنك البدء بعبارات من قبيل : " عندما كنت صغيرا، كنت أعيش رفقة عائلتي....." أو "مازلت أتذكر أمورا جيدة/سيئة/مملة/مثيرة...في طفولتي....."
- إذا كان المطلوب هو كتابة سيرة ذاتية عن حدث وقع معك يمكن أن تبدأ على الشكل التالي :"لم أكن أتوقع أن تصل سعادتي / حزني/ صدمتي/غضبي/...إلى ما وصل(ت) إليه ذلك اليوم..." أو " مررت في حياتي بعدة أحداث، ولكن أفضلها/ أسوأها / أتعسها/أطرفها...
- يمكنك أيضا أن تبدأ من الحاضر ثم تسافر بذاكرتك عبر الزمن الماضي. وفي هذه الحالة يمكن أن تبدأ بجملة كهذه : " وأنا جالس هنا على.... أحصي خيوط الماضي ولا أدري من أين أبدأ بالتحديد...."
3- اكتب بأسلوب ترتاح إليه : قد يكون لكل واحد منا أسلوبه في الكتابة، ولكن الاستفادة من أساليب الآخرين في الكتابة من شأنه أن يرتقي بأساليبنا في الكتابة إلى أعلى المراتب. وفي هذا الإطار يمكنك مثلا أن تركز على حدث أو أحداث بعينها في سيرتك الذاتية وتقوم بسرده بضمير المتكلم مع مراعاة المزاوجة بين السرد والوصف. حيث تصف الشخوص والأمكنة مع توظيف تقنيات الوصف بالتشبيه والاستعارة والمجاز.
4- انتقل من البداية إلى الحدث الرئيسي : قبل الانتقال إلى الحدث الرئيسي للموضوع حاول أن تنهي فقرة البداية بعبارة تترك انطباعا جيدا لدى القارئ وتحفزه لمواصلة القراءة قصد معرفة المزيد عن الموضوع.
5- احكِ قصتك : اجعل قصتك جزءا رئيسيا في موضوعك. وأثناء الكتابة تجنب الوقوع في التكرار والإطناب واجترار الأفكار نفسها لأنها توقع القارئ في الملل وتمنعه من متابعة موضوعك بوضوح، بعد أن أصبح غامضا من كثرة التكرار.
6- اكتب بضمير المتكلم : تعرف السيرة الذاتية بكونها "القصة التي يكتبها الشخص عن نفسه"، وعليه يجب أن تجعل سيرتك الذاتية خاصة بك عبر كتابتها بضمير المتكلم.
الخطوة الثانية : إضافة لمسات إبداعية
1- لا تقيد نفسك بالترتيب الزمني للأحداث :
الترتيب الزمني ليس دائما الطريقة الفعالة لكتابة سيرة ذاتية متميزة. يمكنك اختيار ترتيب آخر لا يخضع لسلطة الترتيب الزمني المتسلسل. فهناك الكثير من الأنماط التنظيمية وزوايا الانطلاق التي يمكن الاعتماد عليها لإضافة لمسة إبداعية على سيرتك الذاتية.
سيرة ذاتية حول مرحلة الطفولة، سيرة ذاتية حول الصداقة، خطوات كتابة السيرة الذاتية
- حاول أن تفكر خارج الصندوق لتخرج بخطة استراتيجية لتحكي سيرتك الذاتية بأفضل ترتيب وبأجمل طريقة ممكنة.
2- أضف لمسة درامية أو حكمية : يمكن أن أن تضيف بعض الأفعال الدرامية إلى سيرتك الذاتية لشد انتباه القارئ وجعله متعلقا بالموضوع. كما يمكن ان تضيف بعض الأقوال والحكم التي لها علاقة بتجربتك أو موضوعك.
3- كن مبدعا قدر استطاعتك : في بعض مواضيع السيرة قد تجد نفسك مضطرا إلى أن تضع نفسك مكان شخص آخر أو مكان جماد أو نبات أو حيوان...إلخ. ومن شأن هذا أن يساعدك على رؤية الأشياء بمنظور هذه الكائنات والتعبير على لسانها عن أفراحها وأحزانها..
3- ضع نهاية ملهمة لسيرتك الذاتية : المقصود بنهاية ملهمة أن تصوغ خاتمتك بشكل يلهم القراء الاستفادة من تجربتك، ويوحي إليهم بالنظر إلى الحياة نظرة مختلفة عما عهدوه في سابق حياتهم.
ووفقا لهذا المفهوم فالسيرة الذاتية هي أن تسلم حياتك للآخرين وأنت تقول : " أيها القارئ العزيز! هذه حياتي ، وهذه مراحلها وتفاصيلها ، وقد تتعلم منها شيئا قد يفيدك".
العديد من مؤلفي السيرة الذاتية ينهون سيرهم بتلخيص ما تم سرده من أحداث في بضع فقرات. ولكن اختيار خاتمة ملهمة قد يساعد القراء على النظر بأمل وتفاؤل نحو الحياة والعالم من حولهم.
تعليقات
إرسال تعليق